كانت المناسبة ؛ مرور خمسين عاما ؛ علي بدء نشر مجلة جون افريك.. وقف بشير بن يحمد ؛ بقامته الهزيلة ؛ يصافح الضيوف ؛ عند مدخل فندق حسان؛ في الرباط .. بضعة طبالين أفارقة؛ وقفوا عند المدخل ؛ إشارة الي تخصص الصحيفة ؛ في معالجة قضايا القارة السمراء.. تخصص حاول بن يحمد ذات يوم ؛ ان ينحو به نحو العالمية ؛ دون ان ينجح ؛ عندما أعطاها اسم " الانتلجان " ليعود بعد ذلك الي الاسم الأثير " جون افريك " أو " الإفريقي الفتي" .
لكن العالمية ؛ تتطلب رؤية أكثر موضوعية؛ لعالم متشعب ؛ تبدو منافسة الكبار فيه ثقيلة ؛ علي الجيب والحرفة. شاخ بن يحمد ؛ أو هكذا بدا لي ؛ وهو ينساق في لعبة صعبة؛ عندما أراد ان يرضي طرفين متناقضين ؛ فهو يحتفل بخمسينية مجلته ؛ في الرباط؛ ويريد في ذات الوقت إرضاء الجزائر؛ التي كان يشرأب سفيرها ؛ الجنرال العربي بلخير ؛ كلما أومأ بنيحمد ؛ في إشارة ترضي جمهوره المغربي ؛ و عندما استعصي علي العجوز التونسي إرضاء الفريقين ؛ انصب ينقل الشهادة تلو الاخري؛ علي من غادروا هذه الحياة ؛ وصار استسهال النقل عنهم أمرا سهلا.فهاهو ضيف علي الملك الحسن الثاني ؛ في باريس ؛ بحضور السفير المغربي وقتئذ ؛ وكلاهما في دار الحق ؛ وهاهو المختار ولد داداه ؛ يسر إليه بعض أسرار حرب الرمال؛ ويحمل الملك الراحل بعض تبعاتها.قد يكون الأمر ممكنا ؛ ورواية بن يحمد حقيقية؛ لكنني لا أحب من ينقل عن الأموات ؛ عندما يمكن تطعيم ذلك ببعض شهادات الحاضرين ؛ و لأنني لا أحب ان أكون شاهد زور .يمكن لبشير بن يحمد ؛ ان يفخر بأنه أسس مجلة ناجحة ؛ بمقاييس النشر والتوزيع ؛ ولكن مسألة المصداقية ظلت أمرا مشكوكا فيه؛ لمن هو قادر علي التغيير ؛ مائة وثمانون درجة فقط.خلال أسبوع واحد ؛ بدلت المجلة ولاءاتها ؛ لأكثر من جهة ؛حتي لا أقول لمن يدفع أكثر؛ تلك هي السيرة ؛ التي سيرثها اللاحقون ؛ عندما يلحق بن يحمد ؛ بمن ينقل عنهم الشهادات تلو الاخري .. دون أي تعليق .
صحراء ميديا بتاريخ: 02/03/2008
http://www.saharamedias.net/smedia/index.php/2008-12-23-23-47-54/494--.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق