الاثنين، 3 أكتوبر 2011

شهادات الغائبين


كانت المناسبة ؛ مرور خمسين عاما ؛ علي بدء نشر مجلة جون افريك.. وقف بشير بن يحمد ؛ بقامته الهزيلة ؛ يصافح الضيوف ؛ عند مدخل فندق حسان؛  في الرباط .. بضعة طبالين أفارقة؛ وقفوا عند المدخل ؛ إشارة الي تخصص الصحيفة ؛  في معالجة قضايا القارة السمراء..  تخصص  حاول بن يحمد ذات يوم ؛ ان ينحو به نحو العالمية ؛ دون ان ينجح ؛ عندما أعطاها اسم " الانتلجان "  ليعود بعد ذلك الي الاسم الأثير " جون افريك "  أو " الإفريقي الفتي" .
لكن العالمية ؛ تتطلب رؤية أكثر موضوعية؛  لعالم متشعب ؛ تبدو منافسة الكبار فيه ثقيلة ؛ علي الجيب والحرفة. شاخ بن يحمد ؛ أو هكذا بدا لي ؛ وهو ينساق في لعبة صعبة؛  عندما أراد ان يرضي طرفين متناقضين ؛ فهو يحتفل بخمسينية مجلته ؛ في الرباط؛  ويريد في ذات الوقت إرضاء الجزائر؛  التي كان يشرأب سفيرها  ؛ الجنرال العربي بلخير ؛ كلما أومأ بنيحمد ؛ في إشارة ترضي جمهوره المغربي ؛ و عندما استعصي علي العجوز التونسي إرضاء الفريقين ؛ انصب ينقل الشهادة تلو الاخري؛ علي من غادروا هذه الحياة ؛ وصار استسهال النقل عنهم أمرا سهلا.فهاهو ضيف علي الملك الحسن الثاني ؛ في باريس ؛ بحضور السفير المغربي وقتئذ ؛ وكلاهما في دار الحق ؛ وهاهو المختار ولد داداه ؛ يسر إليه بعض أسرار حرب الرمال؛  ويحمل الملك الراحل بعض تبعاتها.قد يكون الأمر ممكنا ؛ ورواية بن يحمد حقيقية؛   لكنني لا أحب من ينقل عن الأموات ؛ عندما يمكن تطعيم ذلك ببعض شهادات الحاضرين ؛  و  لأنني لا أحب ان أكون شاهد زور .يمكن لبشير بن يحمد ؛ ان يفخر بأنه أسس مجلة ناجحة ؛ بمقاييس النشر والتوزيع ؛ ولكن مسألة المصداقية ظلت أمرا مشكوكا فيه؛ لمن هو قادر علي التغيير ؛ مائة وثمانون درجة فقط.خلال أسبوع واحد ؛ بدلت المجلة ولاءاتها ؛ لأكثر من جهة ؛حتي لا أقول لمن يدفع أكثر؛ تلك هي السيرة ؛ التي سيرثها اللاحقون ؛ عندما يلحق بن يحمد ؛ بمن ينقل عنهم الشهادات تلو الاخري .. دون أي تعليق .

صحراء ميديا بتاريخ: 02/03/2008  

http://www.saharamedias.net/smedia/index.php/2008-12-23-23-47-54/494--.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق