..يغالبك النعاس وقد طال الانتظار المضيفة في المطار.. تطمئنك أن التأخير قد لا يطول كثيرا، الطائرة البرتغالية لم تصل بعد.. البرتغاليون صنف اقل ضراوة من الأوروبيين، هم الأقرب إلينا من قبيل التخلف علي الأقل.
قبل عقدين من الزمن كانوا مثل الأفارقة باحثون عن المأوي تحت سماوات مختلفة، يفتشون عن عمل وقرار مثل أي مهاجر آخر.. يزاحمون الترك في ألمانيا والأفارقة في فرنسا، حتى البرازيل التي اكتشفوها واستعمروها قلبت لهم ظهر المجن، وباتوا يبحثون فيها عن ما يسد الرمق.. ويفي بحاجة العائلة التي تنتظر هنالك: خلف البحر.
..تقلع الطائرة بعد لأي.. والركاب نائمون، فتشت بين الوجوه عن قسمات اطمأن إليها وكدت لبعض الوقت أن أجزم أن ألفونسو واحد منهم.
قد أفاجئكم إذا قلت لكم انه لم يقدر لي أبدا رؤية الفونسو، ولكن وصفه الدقيق وحكاياته مع صديقنا كانت تؤثث مجالسنا في تلك الربوع البعيدة من الصحراء الموريتانية.
كلما كنت اعرفه ان الفونسو وزوجته ماريا يتحدرون من بورتوغيس، وأن صديقي كان يأكل كل يوم كبدا، ويضيفها إلي حسابهم يوم كان بائعا في دكان الحي.. ويوم كانت التجارة بالسنغال جزء من عمل معظم الشبان في الجنوب الموريتاني.
كان الفونسو طويل القامة عريض المنكبين، يتحدث الفرنسية بلكنة برتغالية.. لم توضح لنا الأدبيات المروية ان كان من غينيا بيساو او جزر الرأس الأخضر أو من البرتغال نفسها.. كلما تركز عليه انه كان ضحية مثل كل المنتمين للثقافة البرتغالية في زمانه
الكبدة والطاجين وغيرها من مشتقات الطعام، كانت تدخل الي حسابه دون ان تلامس جهازه الهضمي.
صحراء ميديا بتاريخ: 27/01/2008
http://www.saharamedias.net/smedia/index.php/2008-12-23-23-47-54/218.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق