كل شيء تغير في أديس أبابا سوي سيارات الأجرة العتيقة من نوع لادا ’ الهجمة الرأسمالية تأتي رويدا علي ماكان يوما ما نظاما اشتراكيا ما تبقي من الاشتراكية هي السترات الزرقاء التي يلبسها الموظفون دون ان تطرف اعينهم لحظة عن ما يقومون به من اعمال .
في مدينة المرتفعات هذه التي تعلوا كثيرا فوق سطح البحر تدهشك اقل محاولة لبذل مجهود اما ان تصعد سلالم فندق الاطلس وقد انقطعت الكهرباء لبرهة فتلك لعمري قصة اخري.
يقودني محمد طه توكل الاريتري الذي تعرفت عليه يوما ما في فندق الشاري في انجامينا عبر زقاق طويل ونحن نبحث عن مطعم عربي’ ندخل الي البهو ونبحث عن العربي في لغته علي الاقل, يقول توكل كما اعتدنا علي تسمية ذلك الرجل الذي شردته المنافي مثل نصف الشعب الاريتيري ان البحث عن اللغة العربية سيكون مضنيا حتي ولو استعنا بمحرك غوغل.
نضحك معا فالعرب تركوا ابنائهم في الحبشة قبل عقود ورحلوا وحدها السحنات باقية و القسمات الواضحة التي لونتها ظلال سمرة خفيفة .
جلسنا علي الأرض كما نفعل في كل مكان من بلاد العرب واكلنا المندي مخلوطا بالتوابل اما الحديث الي صاحب المطعم العربي فكان بلغة التغراي التي يتقنها توكل لحسن الحظ.
مشواري اليومي ظل بين فندق الاطلس الذي بني مثل غيره من عشرات الفنادق التي انتشرت مثل الاعشاب البرية في ضواحي اديس وقصر المؤتمرات حيث انعقدت القمة الافريقية مشوار يؤمنه عثمان سائق التاكسي بسيارته الروسية المتهالكة .
لا مكان هنا للترف الموظفون يسيرون بسياراتهم القديمة حتي سيارات المرسيدس التي وضعت تحت تصرف الرؤساء كانت من النوع القديم , وحده العقيد صنع الاستثناء بسيارة طويلة متبوعة بعشرات مثلها في موكب مهيب يليق بقائد الثورة .
حين يصعب علي عثمان اشعال المحرك بعد محاولات متعددة يرنوا الي بطرفة عين مشيرا الي اللادا الروسية قائلا تصور ان عمرها اكثر من عقدين من الزمن لكنها لا تزال تؤمن المطلوب .
تذكرت الموظفين في حكومتنا وهم ينفقون معظم الميزانية في السيارات ولا يبقون للعمل الاساسي سوي ما يتبقي من الميزانية حيث العمل الأساس أن لا يبقي منها أي شيء .
يتمني عثمان أن يعود لأهله في اريتريا حيث طال مكوثه في الاغتراب فحلمه أن يعيش دفء العائلة وان يستبدل سيارته الروسية بآخري ولكن ماذا عساه يفعل في أرضه التي يحكمها رجل مستبد لم يبق للناس موارد يعيشون منها ولا حتي مجرد ميزانية .صحراء ميديا بتاريخ: 11/02/2008
http://www.saharamedias.net/smedia/index.php/2008-12-23-23-47-54/329--.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق