الاثنين، 28 نوفمبر 2011

استقلال..تحت الخيمة


(مقال منشور في يومية الأخبار، نوفمبر 2006).
تمر ذكري الاستقلال فأستعيد نفسي صبيا يحتفل مع الآخرين في المدرسة بالمناسبة..ألعاب وأناشيد واستعراضات؛ وجو من البهجة يشد الأطفال إلى التشبث بالوطن.
حفظنا ألوان العلم، والتحذير من تزوير العملة، واسم الأستاذ الرئيس، ومعه نواب الجمعية الوطنية المعينين علي ورقة زرقاء، حفظنا مانشيتات جريدة الشعب وهي تطبع بالرصاص وعرق الرجال وأفكار الشباب.
 كلما كبرنا ازدادت المناسبات على الطريق، لعبة الكراسي الموسيقية التي احترفها العسكر زادت من المناسبات كل واحدة تلغي الأخرى.. عقد من السنوات ونحن نحتفل بذات الأرقام المكررة 12/ 12 ثم بدأ اليوم الوطني يستعيد جزءا من ألقه، لكنه ظل احتفالا ناقصا يستحي فيه الاعلام الرسمي من تذكر التاريخ القريب فالدولة تنشأ كل مرة من اليوم الذي يقلب فيه الحكم.
المختار ولد داداه والمصطفي ولد محمد السالك ومحمد محمود ولد احمد لولي ومحمد خونا ولد هيدالة انضموا الي السراديب المعتمة في أرشيف التلفزيون.
الاستقلال يطل هذه المرة بأمل جديد يجب ان لا يغيب فيه احد وان ينصف كل من أضاف لبنة في مسار البلاد معاوية ولد الطايع أيضا يجب أن ينال حقه، حقا كان أم باطلا  ففي موريتانيا الجديدة يفسح المكان للجميع حتى لا يتكرر الإقصاء.
في ذكري الاستقلال نستحضر الكثيرين ممن بنوا تاريخ هذا البلد ولم يذكرهم أحد أولئك الذين خطوا ألوان العلم، وانشئوا الجيش، وسيروا أولى الطائرات.. أولئك الذين بثوا عبر الأثير صوت موريتانيا الفتية.
كثيرون من هؤلاء لا يعرفهم أحد ولا تتذكرهم الدولة، لأن مكانتهم احتلها الوصوليون ومزورو التاريخ وسارقو خبز الحاضر ولأن هذه الزاوية لا تتسع لأسمائهم فأملي كبير أن تكون الذكري مناسبة لاستحضارهم، وأملي أكبر أن يقوم رئيس الدولة بلفتة اتجاههم حتي نستكمل المرحلة الانتقالية بحق فالطريق طويلة لوصل الماضي بالحاضر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق