الاثنين، 14 نوفمبر 2011

الحاج طاهرو...الذي لم ير مكة!


أبوجا عاصمة نيجريا الجديدة كل شيء يصنع الفرق بينها وبين لاغوس، فالمدينة  أكثر هدوءا وأقل صخبا  شوارعها الفسيحة سميت بأسماء العواصم الإفريقية: "شارع نواكشوط" واحد من تلك الشوارع الطويلة التي ترفد الطريق السريع إلى المطار.
بُـني  مطار أبوجا لتستفيد منه المدن القريبة المحيطة بالعاصمة  حين زرت ابوجا سعيا للذهاب الي كادونا  التي كانت تشهد صدامات شديدة بين المسلمين والمسيحيين  كان علي اختيار سائق لا يثير الريبة ويعرف كيف يتصرف حسب الظروف.
بدا "الحاج طاهرو" جديرا بالثقة.. خمسيني طويل القامة عريض المنكبين يمتلك قوة للدفاع وقتما دعت الحاجة الي ذلك؛ وقع الإشكال الأول مع الحاج حين تحدثنا عن "الهوسا"  فسلط عليهم أقذع الأوصاف اذ هو كما شرح لنا فيما بعد من "اليوروبا" ولا يحب الهوسا اطلاقا.
حين توقفنا في زاريا إحدي عواصم الهوسا سعيا للقاء الأمير وقع الاحتكاك الأول بينه وبين الحرس وبدل ان نظفر بلقاء امير لا تتأتي رؤيته كدنا نتسبب في حرب أهلية.
قال المصور السنغالي وهو يتوجس خيفة لا بد أن نبرح هذا المكان لأن الحاج ـ كما درجنا على تسميته ـ قادر أن يثير مشكلة جديدة.
حين خرجنا من "زاريا" بعد فشل في لقاء الأمير؛ قال السائق مزهوا وكأنه سجل علامة انتصار ألم أقل لكم إن الهوسا ليسوا جديرون بزيارتكم؟.... كدت اشتبك معه؛ لكنني كنت في حاجة إللى معرفته "بكادونا" التي تعيش بها بعض قبائل اليوروبا.
في الطريق إلى المدينة النيجرية روي لنا طاهر زيارته اليتيمة إلى الحج وكيف انه قضي معظم الوقت يجول في أماكن لا علاقة لها بمناسك الحج..!!
أحد زملائه روى لنا فيما بعد نتـفا من الرحلة الشهيرة التي قادت طاهرو إلى الديار المقدسة وكيف انه حين شاهد الزحمة  في مطار جدة آثر الانتظار لحين استكمال الحج ليصبح الحاج الوحيد الذي لم يزر مكة!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق